المؤسس أو المكتشف؟

لكل فكرة غريبة مؤسس، أو مكتشف، تنسب هذه الفكرة له،. ويعتبر هو المرجع الأول فيها،. ويكون هو الأب الروحي، والقطب والمركز لفكرته الدخيلة الحديثة،. فقانون الجاذبية مكتشفها ومخترعها إسحاق نيوتن، والنظرية النسبية تنسب لآينشتاين، والمجموعة الشمسية ومركزية الشمس تنسب لمكتشفها كوبرنيكوس،. وهكذا، كل اختراع، أو اكتشاف (مُحدث) وجديد، له نقطة بداية، بدأت على يد شخص، أو منظمة،. أو جماعة معينة،. عرفوا بهذا الاكتشاف،.

ولكن لو كان الأمر حقيقة، ليس بمخترع ولا جديد، فلا تجد أن له شخص أو جماعة، تنسب إليهم هذه الحقيقة،. فلا يقال مثلاً من اخترع اليوم! أو من اكتشف الوقت! هذه حقائق، يعرفها الناس بالسليقة، هذه لا تنسب لأحد، وليس لها صاحب، باختصار، هذه ليست هوية فكرية، ولا هي نظرية، هذه حقائق،. والحقيقة ليس لها مكتشف،.

الآن، دعونا نوزن شكل الأرض بهذا الميزان،. فنسأل،…

ــ من اخترع النظام الشمسي؟! الجواب كوبرنيكوس،.
ــ من اكتشف أن الأرض كوكب كبقية الكواكب؟ الجواب جاليليو،.
ــ من اخترع الجاذبية فأنقذ الكرة الأرضية من الجفاف؟! نيوتن،.
ــ من اخترع دوران الأرض حول الشمس؟! الجواب نيوتن،.

ــ من اخترع النور؟ لا أحد،.
ــ من اكتشف وجود الكواكب والنجوم؟! لا أحد،.
ــ من اكتشف الليل والنهار؟! لا أحد،.
ــ *ومن هو مخترع فكرة الأرض المسطحة؟! الجواب لا أحد،.*

هنا تعرف الفرق بين النظرية وبين الحقيقة،.

القول بأن الأرض مسطحة،. ليس وليد هذا العصر، وليس له شيخ ولا قائد يُرجع إليه في اكتشافه،. وإلى الأرض كيف سطحت، هذا قول خالقها، الذي خلق الليل والنهار،. ولا أحد يقول بأن الليل والنهار لهما مخترع أو مكتشف،. كذلك الأرض المسطحة،.

بكيبورد، محسن الغيثي،.

اترك تعليقًا